المرايات الجانبية للسيارة، اختراع أصاب شعب مصر بالحيرة
في العالم كله تباع السيارات بمرايات جانبية خارج السيارة كانت في الماضي مرآه واحدة في جهة السائق أما في الوقت الحاضر فقد أصبحت مرآتين، واحدة في كل جهة، وبالرغم من إن العالم كله يعرف استخداما واحدا قياسيا لهذه المرايات، إلا أن بلدنا ذات الطابع المتفرد في كل شيء قد اختلفت فيها التعريفات بشدة لوظيفة هذه الزوائد البلاستيكية ذات السطح المصقول التي تطل في فضول من جانبي السيارة
فبينما نجد أن تعريفها بالنسبة لأصحاب السيارات من كبار السن ومن بدأ القيادة قبل عصر وجود المرآتين الجانبيتين من الرجال والسيدات هي أنها بروزات لا قيمة لها في السيارة ، أفضل ما يمكن أداؤه بشأنها هو أن تظل مغلقة حتى لا تصاب بالبرد والأنفلونزا، أما بالنسبة لمسألة متابعة ما يحدث خلف السيارة فهم يقودون بمنطق “ما يحدث خلفي لا يخصني ومن تدخل فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه”
أما بالنسبة لطبقة جيل الوسط من الموظفين ممن يبذلون جل جهدهم في الحصول على سيارة كورية أو يابانية وغالبا ما يتم دفع ثمنها بالتقسيط، فأهم وظيفة للمرآة الجانبية هي أن تنضبط وتنطوي كهربائيا لتحقيق مساحة من التفوق على الزملاء والأقارب ممن اشتروا سيارة لا تحمل هذه الخاصية وبالتالي يكون للمرآة المكهربة دور هام في تحقيق الشعور بالرضا لدى مشترى السيارة
بالنسبة للكثير من سائقي التاكسي فإن دور المرآة الجانبية ينصب في الأساس على متابعة ما يحدث داخل السيارة وليس خارجها ، وخاصة لو ركب السيارة شاب وشابة متحابين أو مخطوبين، وفى متابعة ما يحدث في الخلفية أيا كان -سواء مشهد رومانسي أو مشهد مشاجرة أو مناقشة فلسفية بين الركاب-توفيرا لنفقات الذهاب للسينما وإضافة للخلفية الثقافية للسائق ، والتي سيقوم لاحقا بنقلها كلاميا لزبون آخر باعتبار أن سائق التاكسي يشارك الحلاق في أداء دور المركز القومي لنقل المعرفة ، كما أن متابعة ما يحدث في خلفية السيارة يتيح للسائق أحيانا المطالبة بأجر إضافي مقابل التغاضي عن رؤيته ، ولذلك نجد أن سائق التاكسي قام بتركيب 42 مراياه جانبية إضافية بالإضافة إلى المرايات الأصلية
أما بالنسبة لسائقي النصف نقل والميكروباص، وخاصة هذا الأخير، فإن المرايه الجانبية تقوم بدور مختلف تماما ، فهي ودن طالعة من العربية وظيفتها الأساسية معرفة مدى اقتراب السيارة من الأخرى التي بجانبها، فإذا لطشت المراية مراية السيارة الموجودة على اليمين أو اليسار يعرف السائق انه قد وصل لأقصى حد في التضييق على صاحب السيارة المجاورة بالنسبة لسائق النقل الثقيل وأتوبيسات السوبر جيت نجد أن المراية الجانبية وظيفتها الأساسية تحديد حجم السيارة القادمة من الخلف ، فإذا كانت أسدا من طراز السيكسويل أو حوتا من طراز التريللا أفسح لها الطريق أما لو كانت حشرة من طراز الملاكي أو الأجرة فالطريق مغلق وإلا فالإنفعاص تحت دنجل عجلات النقل هو المصير
بالنسبة للأطفال الذين يسيرون في الطريق فمرايات السيارات تمثل لهم نوع من أنواع المرجيحة التي يحق للطفل التعلق بها ممارسا فصلا من فصول الألعاب البهلوانية ، ينتهي عادة بالمراية في يد الطفل منفصلة عن موطنها الأصلي في باب السيارة، وهنا تكون متعة الطفل في قمتها حيث يقوم بجرها على الأرض لمسافة لا بأس بها متصورا انه الضابط راكب الحصان في فيلم الأرض في حين تقوم المرآة بدور محمود المليجى المربوط خلف الحصان المنطلق، عشرة دقائق من سحل المرآه على الإسفلت حتى يمل منها الطفل السادى فيتركها في وسط الطريق لكي تتولى عجلات السيارات المارة باقي مهمة إعادة تدوير مكونات المرآه في البيئة الطبيعية
أما بالنسبة لطائفة البوابين ومن يكسبون رزقهم من غسيل السيارات -أو الإدعاء بأنهم غسلوها وهى الحالة الأكثر انتشارا- فالمرآة تشترك مع المساحات في كونها الدليل المادي على قيام البواب بعملية الغسيل-التي هي في الغالب لم تتم، أو أن ما تم بشأنها هو فتح خرطوم المياه على السيارة لمدة نصف دقيقة وتركها بطينها ليجففها الهواء- ولذلك مع قيام البواب برفع المساحات وتركها مرفوعة، يقوم بفتح المرايات إذا كانت مغلقة وغلقها إذا كانت مفتوحة، ويا حبذا لو كانت المرايات تطوى كهربائيا، ويحاول البواب فتحها فلا تنفتح، فيقتنع في قراره نفسه أن مقاومة المراية للفتح هي حيلة من البيه صاحب السيارة حتى يصعب على البواب إيجاد الدليل العملي على انه غسل السيارة، فيصاب بحالة من العناد تنتهي بالمراية وقد تدلت على جانب السيارة كرأس الخروف المذبوح، فيتركها الجزار، عفوا اقصد البواب إلى السيارة التالي لكي يقوم بذبح……….امممم اعني غسيل السيارة التالية وشعورا بالرضا عن النفس قد غمره لإجادته في عمله وتفانيه فيه
بالنسبة لتوكيلات السيارات تمثل هذه الزوائد الخارجة من السيارة ، هي والفوانيس، مصدرا هاما من مصادر السبوبة ، فبينما أن أجزاء المحرك تتماثل بين العديد من السيارات ويستوردها التجار من كل بقاع العالم مما يجعل المنافسة حامية وهامش الربح قليل، يبقى الفانوس والمراية خواص ذاتية لكل موديل من السيارات لا يمكن تبديلها بمكونات من موديل آخر إلا فيما ندر ، وحيث أن المراية المضروبة التي تباع خارج التوكيل غير جيدة بالمرة، وبناء على ما أسلفناه مما تتعرض له المرايات، فهنا يتعامل التوكيل مع صاحب المراية المكسورة بنظرية (أنت جايلى جايلى) وهكذا تسمع أرقاما تبدأ بالمئات وتنتهي بالآلفات في مرآه لا يتكلف صنعها سوى بضعه عشرات من الجنيهات على أقصى تقدير وأخيرا وليس آخرا يبقى لنا استخدام هام جدا لهذا الكم الغير عادى من المرايات المتوافرة في الطريق كمنحة مجانية لطالبات الثانوي، حيث تمثل المراية الجانبية للسيارة أهم وسائل المراجعة النهائية قبل الامتحان، أما المراجعة فهي لدقة توزيع المساحيق المطلية على الوجه وعدم وجود أيه أخطاء فيما يتعلق بالرموش والحواجب وخلافه، والاطمئنان على التسريحة أن كانت غير محجبة أو الاطمئنان على دقة رسمه خصلة الشعر الظاهرة من تحت الطرحة-قال يعنى نازلة سهوا وخطا- أن كانت محجبة،و أما الامتحان فهو التقييم الذي تحصل عليه الطالبة من طلبة مدرسة البنين المجاورة المحتشدون حول أسوار مدرسة البنات للمعاينة والتقييم
شفتم قد أيه اختراع المراية الجانبية للسيارة-الذي قد يبدو بسيطا لسكان العالم كله-هو بالنسبة لنا مسالة ثقافية فلسفية غاية في العمق ؟
بقلم مهندس خالد عمر
مقال و تحليل اكثر من رائع
انت جامد جدا خصوصا حركة البواب وقطع الغيار ههههههههههههه
ربنا يمسيك بالخير يا سبعاوى
والله انت مهندس ذى العسل .. ايه المقال الشافى والوافى ده 🙂
مقال طريف و اكثر من رائع
والله يا باشمهندس خالد لغتك وأسلوبك الساخر في عرض الموضوع أهم عندي من 100 مرايا
المقال ممتاز واسلوب جميل في الكتابة اتمني لك الاستمرار ومداومة الكتابة
ألاقي عندك مراية كهربائية لعربية لانشيا 94 حمراء شمال؟!!!!
هههه ايووو على ضحك السنيييين انا مضحكتش كدا من زماااان حتت مقاله زي العسل وفي الجون وانا احس بيها اكتر لان معايا سياره هنا في الامارات والمرايات الجانبيه دي مهمه جدا جدا هنا في الامارات واول شئ بيتعلم عليه اي حد بيقدم على رخصة قياده اماراتيه لكن عندنا الوضع غير هههههه
مع حبي
معتز الدراويشي – دبي
هههههههههههههههههههههه
المقال اكثر من رائع و اسلوب أكثر من راقي , بالتوفيق دائماااااااااا
اقسم بالله مقال عادى واقل من عادى وكم كنت اتمني ان كان المقال فيه شئ مفيد حتي الاقي كل هداالكام من الاعجاب به بواب وغسيل وجزار اللهم لا اعتراض
مقال جميل استمر
نسيت تعرف القارئ عن استخدام مصلحة الضرائب المصرية لمرآة السايرة في جباية المزيد من الأموال. حيث تعتبر المرآة الثانية – على يمين السائق – من كماليات السيارة التي تستوجب عليها ضريبة اضافية مثلها مثل المكيف و السنتر لوك و فتحت السقف تماما. صح؟
كلام غير منطقى انا لا استطيع ان اسير بالسياره بدون المرايات وخصوصا مرايه الوسط والتى بجانبى اما التى بالجانب الاخر للركن افضل
مقال جميل جدا
بس احب اضيف ان حاليا بعض من محبى القيادة و محترفيها بيعتبر ان عيب ان الواحد يرجع الى الخلف بانة يدير راسة للخلف
وانة لازم يستعمل المرايات الثلاث بدون اى اصابةللسيارة
الله ينور يا خالد
القعده فى البحرين منستكش الثقافه المصريه
رووووووووووووووووووووووووووووووووعة
مقال رائع يا باشمهندس
هههههههههههههههه جامد فشخ
مقال تافههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
يارتنى مضيعت وقتى وقريته مقال اكذر من تافهه يدل على مدى اقلاس الكاتب من مواضيعه الغير مفيدة بالمرة
المقال ده قنبلة يا جماعه
anna 3awez meraya brilliance shemal