بنزين الكروت الذكية لن يكفي الاستهلاك
أثار قرار تخصيص 150 لتراً من البنزين شهريا للسيارات الملاكى فئة الـ 1600 سى سى فأقل ردود أفعال واسعة لدى المواطنين. كيف سنتحرك بهذه اللترات الضئيلة؟ وماذا لو اضطررنا للسفر؟. ولماذا لم يراع القرار الزحام الشديد داخل العاصمة والمدن الرئيسية الذى يلتهم البنزين دون أن تتحرك السيارة لترا واحدا؟.
«اهتمامات الناس» حاولت أن ترسم مع الخبراء ملامح التجربة على أرض الواقع:
عيد على «ميكانيكي» يقول: لتر البنزين فى السيارة 1600 سى سى الحديثة موديل 2007 فأكثر التى تعمل بنظام الحقن «انجكشن» يكفى لمسافة من 13 إلي 14 كيلو متراً بشرط أن يكون الطريق مفتوحا ولا توجد عوائق أو إشارات، وتنخفض المسافة إلى 10 كيلو مترات فى حالة ما إذا كانت السياراة «أوتوماتيك» أو تشغيل التكييف أو الزحام.
أما السيارات القديمة موديلات 2006 فأقل التى لا تعمل بنظام حقن الوقود فتستهلك لتر البنزين لقطع مسافة 9 كيلو مترات فقط دون تكييف، وتنخفض المسافة إلى 7 كيلو مترات فأقل فى حالة تشغيل التكييف أو وجود ناقل حركة أوتوماتيكي.
ويوضح عيد أن التكييف وحده يستهلك فى المتوسط لترا ونصف لتر من البنزين فى الساعة بالسيارة الـ 1600 سى سي، ويحذر من أنه فى حالة وجود عيب فى الموتور أو نظام حقن الوقود بالسيارة فقد لا يكفى لتر البنزين لمسافة 3 كيلو مترات.
المهندس عبدالمنعم القاضى ـ رئيس رابطة الصناعات المغذية للسيارات ـ يؤكد أن استهلاك البنزين فى وسط العاصمة يكون مرتفعا للغاية فى أوقات الذروة ويكاد يقترب من ضعف الاستهلاك الطبيعى على طرق السفر المفتوحة.
محمد اللقانى من سكان مدينة نصر ويعمل فى وسط القاهرة يستهلك 40 لتراً من البنزين خلال 5 أيام بسيارته الـ 1600 سى سى دون التكييف، أى بمتوسط 6 لترات بنزين يوميا، لافتا إلى أن إشارات عباس العقاد والطيران ورمسيس والإسعاف تستهلك أكثر من نصف وقته فى الطريق وبالتالى تلتهم أغلب استهلاكه من البنزين، وفى حالة وجود مشاوير إضافية حدث ولا حرج، حيث تلتهم الإشارات وحدها أكثر من لترات الوقود الـ5 حصة السيارة فى اليوم.
ويرى محمد عادل، من سكان الشروق، التجمعات السكنية الجديدة هى الأكثر تضررا من القرار مثل مناطق التجمع الخامس والعاشر من رمضان وأيضا 6 أكتوبر والشيخ زايد وغيرها من الأماكن البعيدة عن قلب العاصمة، وخاصة مع امتداد الزحام إلى هذه المناطق سواء لأسباب مرورية أو لأحداث أخرى كقطع الطرق وغيرها. ويلفت اللواء حسن جاد (خبير المركبات) إلى نقطة مهمة تتعلق بالمواطنين ذوى الدخل المتوسط الذين يركبون سيارات موديلات قديمة تعود لفترة التسعينيات والثمانينيات، وهى أن استهلاك هذه السيارات للوقود يزيد بصورة ملحوظة عن السيارات الحديثة المزودة بأنظمة حقن موفرة للوقود بحيث لا تكفى لقضاء المشاوير العادية خلال أوقات الذروة والزحام الشديد التى أصبحت السمة الغالية داخل المدن الآن.
محمود داود – الأهرام