“فورميلا” & “أوتوماك” … من التطــور إلى توقف الطموحات
كتب – أشرف كاره
يستعد السوق المصرى بشكل عام وسوق السيارات بشكل خاص لإستقبال أحد أهم الأحداث السنوية المرتبطة بالسيارات ومستلزماتها والمتمثل بمعرض القاهرة الدولى للسيارات (أوتوماك فورميلا 2016) والذى سيفتتح أبوابه مع مساء الأربعاء المقبل 16 مارس ويستمر حتى الإثنين 21 مارس ، والذى بذلت اللجنة التنظيمية فى تنظيمه هذا العام العديد من الجهود ليخرج فى أفضل صورة ممكنة فى ظل الإمكانيات المتاحة (سواء إمكانيات السوق أو الإمكانيات المحدودة للغاية لمركز القاهرة الدولى للمؤتمرات الذى يستضيف تنظيم الحدث) بخلاف المؤثرات الأخرى ، ولتظهر هذه الجهود مع نخبة من شركات السيارات المشاركة سواء الخاصة بالركوب الخاصة أو العامة ، أو المخصصة للإستخدامات التجارية … علاوة على شركات خدمات ومستلزمات السيارات وقطع غيارها ومراكز خدمتها ..
إلا أنه بالرغم من كافة تلك الجهود المبذولة ، وخاصة مع وصول المعرض هذا العام لدورته الثالثة والعشرون ، فلا زالت هناك العديد من الجهود التى تطالب بها اللجنة التنظيمية للمعرض للوصول به لمستوى العالمية المطلوب ، وخاصة مع أنه المعرض الوحيد بالمنطقة الذى يحظى بإعتماد المنظمة العالمية لمصنعى السيارات (OICA) بصفته ضمن جدول المعارض الرسمية المعتمدة دولياً لديها ، علاوة على عضويته ضمن الإتحاد الدولى للمعارض العالمية (UFI) وهو الذى يسجل بعضويته المعارض الدولية التى ترتقى بمستواها إلى المستويات التنظيمية الدولية الأولى … وحديثى هنا ليس من جانب النقد (حيث أننى أنتمى إلى أسرة التنظيم) ، ولكنه حالة من البحث الأقرب للكمال .. وقبل إستعراض رؤيتى للتطوير العالمى المطلوب للمعرض ، يجب أن يتم هنا إستعراض نبذة تاريخية عن المعرض لنعرف إلى أين وصل تطور المعرض وعند أى حد توقفت الطموحات.
نبذة تاريخية عن معرضى (فورميلا) و (أوتوماك):
بدأ معرض فورميلا نشاطه بالسوق المصرية عام 1991 بصفته أول معرض متخصص بالسيارات فى مصر والذى أخذ فى النمو على مدار سنوات إنعقاده حتى عام 1998 ليحصل على صفة الدولية من خلال المنظمة العالمية لمصنعى السيارات (OICA) ثم عضوية الإتحاد الدولى لمنظمى المعارض (UFI)، ويكمل مشوار تطوره بمشاركة منظمى معرض باريس الدولى للسيارات (آيه إم سى بروموسيون) ثم مشاركة مؤسسة الأهرام الصحفية ، ولتنتهى تلك الشراكات مع شركة آرت لاين بإنقضاء الدورة الأخيرة للمعرض عام 2012 (تحضيراً للشراكة مع أوتوماك عام 2013).
هذا وقد قدم معرض فورميلا العديد من الإضافات لسوق السيارات المصرية والتى كان منها على سبيل المثال تنظيم المؤتمر العربى الدولى لصناعة السيارات والصناعات المغذية (عرب أوتو ) فى عدة دورات ، وكذا تنظيم مؤتمر السلامة على الطرق (عام 2000 & 2014) ، وكذا إستضافته لأشهر مصممى السيارات العالميين (بيننفارينا) عام 2000، وذلك علاوة على تسجيله لشهادة ميلاد العديد من السيارات بالسوق المصرية للسيارات مثل سكودا و سيارات بورش و TVR و سامسونج وغيرها من الأنواع…
أما معرض أوتوماك فقد تم بدء تنظيمه عام 1996 بعد فترة إعداد إقتربت من عامين لينطلق مع أولى دوراته بذلك العام قوياً ومؤكداً على إصرار شركته ACG & ITF على نجاحه بالسوق … ولتستمر مسيرته حتى عام 2000 عندما بدأت مؤسسة أخبار اليوم فى المشاركة بتنظيمه ليبدأ نجمه فى الصعود بشكل أسرع وخاصة مع الدعم الإعلامى الكبير الذى قدمته أخبار اليوم ولتنتهى تلك الشراكة بعد أن تقرر رغبة منظمى أوتوماك فى عدم تنظيمهم لدورة 2012 إعداداً لمشاركة قطبى التنظيم الأساسيين بقطاع معارض السيارات فى مصر (شركة آرت لاين) و (شركة ACG & ITF)… ليكون معرضهما – واحداً – مع إطلالات عام 2013…
وبدوره سجل معرض أوتوماك العديد من الإنجازات بالسوق المصرية وخاصة فى دعمه لميلاد العديد من الأسماء بهذا السوق شأن جاجوار، فيرارى ، مازيراتى ، بينتلى ، لامبورجينى ، مينى وبريليانس … وغيرهم كثيرين ، كما سطع نجم المعرض ليس فقط على مستوى قطاع السيارات بمصر بل وأيضاً بمدى إهتمام أقطاب الفن المصريين والعالميين به ، وفى الوقت نفسه الذى أكد فيه المعرض مدى النجاح القوى لإسمه بين مصنعى قطع الغيار والصناعات المغذية العالميين الذين داوموا على المشاركة به من خارج مصر…
واليوم وبعد كل تلك الإنجازات للمعرضين اللذان تم إندماجهما تحت مسمى (أوتوماك فورميلا) أو معرض القاهرة الدولى للسيارات ، وفى ظل محدودية مساحات العرض التى لا تتعد مساحة 17,500 متر مربع (صافية) و 40,000 متر مربع (إجمالية) – بحسب تصريح ممثلى اللجنة التنظيمية للمعرض – فقد توقف التطور ليقتصر على دعم فرص الرعايات وتعظيم المكاسب (وهو شىء مشروع بمجال الأعمال)… إلا أن هناك لا زالت العديد من فرص التطوير التى أرى أنها من الممكن أن ترفع من مستوى عالمية هذا المعرض ..
رؤى التطوير المطلوبة:
لا شك أن كافة المعارض العالمية تسعى بقوة للتطوير بكافة الصور المطلوبة والممكنة، فلن أستشهد اليوم بمعارض مثل باريس ، جنيف وفرانكفورت واللذين لهم تاريخ عريق فى التنظيم قد يقترب أو يزيد عن مائة عام ، بخلاف عشرات الآلاف من ممثلى الصحافة الذين يفيدون عليها ليس فقط من خلال دعوات الشركات المشاركة .. بل وأيضاً من خلال الشراكات الإعلامية العالمية التى يتم إبرامها بين العديد من تلك الجهات الإعلامية والإدارات المنظمة لتلك المعارض (وهو ما ينقصنا بشدة فى مصر) … ولكننى سأستشهد اليوم بمعرض مثل معرض “دبى الدولى للسيارات” الذى وصل إلى ما صل إليه من مكانة عالمية الآن بالرغم من محدودية مساحته بالمقارنة بمساحة تلك المعارض الكبرى ، وكذا عدم تسجيله رسمياً ضمن لائحة المعارض الدولية الرسمية بمنظمة الـ (OICA)؟ ، والسبب ببساطة فى أن منظميه قد إستطاعوا أن يمارسوا ضغطهم على الشركات العالمية من جانب إستغلالهم لوضع سوقهم النشط ، علاوة على دعواتهم المكثفة للصحافة العالمية من خلال الشراكات الإعلامية ، وهو الذى إنعكس على عرض العديد من الشركات لسيارات يتم عرضها لأول مرة عالمياً أو حتى شرق أوسطياً …
وهو الأمر الذى يجب المسارعة به من جانب الإدارة التنظيمية لمعرض القاهرة الدولى للسيارات فى أن تعمل على إبرام شراكات إعلامية دولية للعمل على إبراز المعرض دولياً لدى الشركات الأم – وخاصة بعد الشراكة الأخيرة التى تمت مع أحد أكبر شركات تنظيم المعارض الدولية فى العالم (informa) – فالقضية تبدأ بدعوة نخبة من مؤسسات العالم الصحفية وخاصة بدول العالم المصنعة للسيارات ، ومن ثم سيمثلون صورة وصوت المعرض العالمية عند شركات تصنيع السيارات (الأم) بدولهم … كما أن هذا الأمر سيكون له من المردود السياحى الإيجابى على مصر عند توفير برامج سياحية مدمجة لهؤلاء على هامش زيارتهم للمعرض لأهم معالم مصر السياحية.
على الجانب الآخر، يأتى من أهم مظاهر التطوير للمعرض – بغض النظر عن محدودية حجم التى لا أمل فى تطورها سوى بإنشاء أرض معارض دولية جديدة – بأن تشمل أجندة أحداث المعرض السنوية عدداً من الأحداث (الدولية) السنوية وليس فقط المحلية، وذلك شأن المؤتمرات الضخمة ، ورش العمل وكذا الزيارات الميدانية للوفود الأجنبية ، كما يمكن العمل على الإستمرار بدعوة بعض الشخصيات العالمية المحورية فى صناعة وتصميم السيارات وبشكل سنوى كما تم مع المصمم العالمى (بيننفارينا) عام 2000 … وأخيراً وليس آخراً بأن يتم تطوير موقع المعرض الأليكترونى – المعلن عنه رسمياً بإعلانات المعرض – ليرتقى إلى مستويات المواقع الأليكترونية التفاعلية لمعارض السيارات العالمية .. الأمر الذى سيزيد من تسليط الضوء العالمى نحو المعرض وفعالياته.
إن رغبتنا فى أن يصل معرض سيارات (مصر) الرسمى إلى أفضل المستويات شأن العديد من معارض دول العالم الكبرى .. ليس من الأمور الكمالية أو الترفيهية وبنفس الوقت ليس درباً من دروب الإستهلاك للإستثمارات الخاصة بالمعرض، بل هو ضمن أحلامنا المشروعة فى الوصول بالمعرض لأفضل المستويات الممكنة … فالعقول المصرية قد تم الإشادة بها بالعديد من دول العالم ، فلم لا تسعى لتأكيد قدراتها على التميز والوصول للقمة ؟